سيدة كويتية، أتاها ابنها الصغير البالغ من العمر 12 عاما يهديها باقة ورد بسيطة ومتواضعة بمناسبة عيد الأم فشكرته وتبادلت معه حديث الأم لصغيرها، وأثناء الكلام تفاجأت الأم أن سعر الورد 19 دينارا، المفاجأة لم تكن بسبب السعر بل لأن عدد الزهور تعد على أصابع اليد الواحدة ومن النوع العادي جدا، فساورها الشك فهي تعرف وتقدر الزهور وأسعارها ونوعيتها فاصطحبت ابنها الى محل الزهور المعني وبعد جدال لم يدم طويلا أرجع البائع 10 دنانير للأم!!! وهنا فجعت الأم وانبهرت··· وصدم الابن·

هذه السيدة التي سردت لي حكايتها وقلبها ملؤه الحسرة والقلق··· تقول إنني أقمت قرابة عشرين عاما في أمريكا وأنجبت أبنائي هناك نظرا لظروف عمل زوجي، وكثيرا ما أرسلت أبنائي لشراء أشياء عدة مهما كانت بسيطة ومهما أعطيتهم من نقود فلم أتعرض لمثل هذه المواقف طوال سنوات إقامتي في أمريكا··· ولم أشعر بالغربة في يوم من الأيام لما لمسته من مشاعر الحب والاحترام والأمانة والمصداقية في التعامل··· أما وأنا الآن بين أهلي وأبناء بلدي يحدث لي ذلك، فقد أصبحت أكثر قلقا على أبنائي من جشع أبناء بلدي!!! وبدأت أشعر بالغربة في وطني!!!·

حقيقة هزتني كلمات السيدة الصديقة مما دفعني الى السؤال··· هل أصبح الغش عُرفا وأمرا مألوفا في الكويت لهذه الدرجة؟! هل انعدم الضمير واختفت معايير ومبادئ الأمانة والصدق بين الكويتيين الى هذا الحد؟!·

وعلى رغم ما تزدحم به الكويت - الدولة المسلمة - من مساجد ولجان خيرية وجمعيات دينية بفروعها وأكشاكها إلا أن معايير الخير والوفاء والإحسان والعدل والأمانة بدأت تنحدر شيئا فشيئا·· ومجتمعات الغرب التي يتهمها البعض بالكفر والانحلال والفوضى نجد فيها أسهم المبادئ والقيم عالية دوما!!!·

عود على بدء، يا ترى كم واحدا منا ينتابه مثل شعور السيدة، أي بالغربة في وطنه·· والراحة والأمان في الخارج···؟! ويا ترى أيضا هل عرفنا أبعاد وتبعات مثل هذه الحادثة التي قد نمر بها ونتعرض لها كثيرا ونحن عنها غافلون؟؟!!!